Friday, February 1, 2008

دونهم يا صديقي ... !! أنت بقربي




وتختار أنت دونهم قربي ..
وتريد في كل الأحوال رفقتي ..
فتربطني بك بعهد .. ووفاء لا دخل لي به
تبادرني بحبك الأبدي ..
وتقسم أن تظل معي كظلي ..
وأبكي خوفا من ملامستك ليومياتي .. وأحلامي ..
فبوجودك غيرت كل شيء..
وبسببك تغير طعم ما أحب..
آه يا صديقي..كم أكره إخلاصك ..
وكم أخشاااااك ..
حماني الله من قربك .. وعافى عباده منك ..يا صديقي ..
يا ..سكري ..
والحمدلله على كل حال ..

حين تكون الأفراح أصغر حجما .. فلا نستوعبها

هي ..قريبتي
صغيرة جميلة قريبة من الله ..
تختلف عن قريناتها ..
في تواجدها نور وسرور ..
تحفظ كتاب الله وهمها كيف تتفقه في هذا الدين ..
بريئة تلقائية في وقت تتسابق شبيهاتها في السن لبريق الألوان والموضة..
هي كانت تتجمل بحيائها وتلقائيتها وطبيعتها..
أحببتها كثيرا هذه الصغيرة
ووجدت فيها كل أحلام الصلاح والقرب من الله ..
أنهت هذه السنة المرحلة الثانوية ..
وفرحت بنبأ خطوبتها ..
جدا جدا ..
وسألت الله لها كل التوفيق ..
وهو ..
علمت بأنه شاب ملتزم ..
في بداية العشرين ..
خلوق ..قريب من الله جدا ..
لدرجة يحترمه من يكبرونه سنا قبل الصغار..
فاق زملائه وتفوق..
طالب طب في السنة الثالثة ..
يشهد الكل بصلاحه وحبه للخير ..
وكان من حسن حظه ..
أن تكون هي خطيبته ..
ماشاء الله ..الكل ردد وفرح ..
وقبل عشرة أيام كان الفرح
وهو حتى في يوم فرحه ..كان صائما ..
صيام يتبع صيام عاشوراء..
فقيل له ..عريس صائم؟؟
فابتسم لهم وقال :
نعم فأنا صائم النهار وعريس الليل
فرح وحفل.. فيه من الحب والحنان والخوف من الله الكثير ..
بسيط وعميق بأفراح أصحابه ..
وتفرح به كثيرا ..
ويفرح بها اكثر ..
فهي قرة العين ..
وصاحبة الخلق والدين والجمال..
من أسرة محافظة نشأت على حب الله ..
وتنسج الأيام أحلامهما البريئة ..
عشرة أيام تمر..
وصباح اليوم العاشر..
يخرج لصلاة الفجر فيعود ..
وينام بعدها نومة طويلة ..
وترحل الأمانة ..
تحاول أن توقظه
فلا تسعفها كل حروف هذا الكون وأصواته ..
لقد رحل ..
رحل ..
رحل ..
دون أدنى سبب..سوى أنه الأجل ..
رحل طاهرا نظيفا مؤديا فرضه وصلاته جماعة
رحل بعد أن أكمل نصف دينه واختار الطيبة صاحبة الدين والخلق
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
سبحانك ياربي ..
وسبحان قدرتك وحكمتك ..
رحل هذا الصالح .. الشاب القريب من الله
بعد عشرة أيام من زواجه ..
بعد أن أدى صلاته ..
واستيقظ ليله قائما يصلي ويقرأ
رحل ..
تاركا خلفه ..
هي ..
المؤمنة ..
الصابرة
المحتسبة ..
بالفرحة الصغيرة جدا التي لم يكتمل نموها..
رحل عنها ..
وترك العبء الأكبر عليها ..
هو في حفظ الله..
وهي ستكون كذلك ..لكن تحتاج للكثير من الإيمان واليقين ..
يااااه يا صغيرتي ..
ليت بيدي احتواء قلبك .. وزرع بعض الطمأنينة بداخلك ..
أقف أمامك متقزمة
فتهون كل ما سميتها أحزان يوما ...
أقف أمامك يا حبيبة ..
فأرى الدنيا بمنظور آخر ..
أقف أمامك صغيرة ..
وأنا التي تكبرك بسنوات ..
كان الله بعونك .. وهو بكل تأكيد قريب وأرحم بحالك منا جميعا ..
سيعوضك خيرا ..
وسيحفظك يا صالحة .. يا أرملة ذاك الشاب الصالح
رحمك الله يا ناصر ..
رحمك الله ..
ورحم قلبها ..
يارب .. رحمتك واسعة ..
فارحمنا وارحمهم...
..
..
وكفى بالموت واعظا
هم السابقون ونحن اللاحقون ..
والحمدلله على كل حال ..